نبحر معاً... في سماء الكلمة والخبر..

نسختي الجديده بعد كورونا

بقلم/ أ. مريم حكمي

عند الاعلان عن مرض كوروناكوفيد 19 لم نكن نتوقع انه كالشبح المخيف الذي سوف يكتسح العالم في وقت سريع وقياسي ويهيمن بقدرة الله تعالى على كل العالم
وإنها جائحة تنتشر ورغم ما أصاب به العالم من صدمة وتخبط في التفاعل مع كل ما يحيط بالأفراد، إلا أنها بلا شك أتاحت استخداماً مرناً للتكنولوجيا الأكثر تعقيدًا. وقد ظهر للأزمة تأثيرات متباينة في مجالات متعددة منها الفرد والمجتمع والتعليم والاقتصاد والسياسة والحكومة، إلا أنها جاءتنا بفرص فريدة لمراجعة موقفنا من الحياة حولنا. لقد جمعت أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد الناس على هم وهدف مشترك، فأعادت تقوية الأواصر التي كادت أن تتهتك، ومنحتنا فرصة حقيقية لتقدير الحياة والبيئة والصحة العامة، وتقدير كثير من النعم التي غفلنا عن شُكرها وتعاملنا معها وكأنها نمط مُكتسب غير قابل للفقد. وهي في المقابل – غيرت أمور عديدة لا يعُرف الي الان مدي عُمقها او حتى تأثيرها (سلباً أو إيجاباً) على الفرد والمجتمع والتعليم

ومن التأثيرات على سلوك الفرد والخطر الذي شعر به الافراد في المجتمع
إن خطر العدوى وما ترتب عليه من أمور مثل العزل المنزلي أدى إلى تغيير في استجاباتنا النفسية للتفاعلات العادية بين الأفراد. هذا دفعنا إلى التصرف بطرق غير معتادة بين أبناء المجتمع الواحد بل الأسرة الواحدة. فقبل الجائحة كان نادرًا ما يأتي على تفكيرنا خطر انتقال الأمراض نتيجة للتواصل الاجتماعي المباشر، لكن بعد انتشار الوباء، ونتيجة للتغطية الإعلامية اليومية والمستمرة من حصيلة للوفيات من هذا الوباء، وما امتلأت به منصات وسائل التواصل الاجتماعي بالإحصاءات المخيفة أو النصائح العملية أو الدعابة أحياناً، أصبح كثير من الأفراد – لا بل عمومهم – لا يفكر الا فيما سيترتب عليه انتشار هذا الوباء على سلامتهم الشخصية ومستقبل حياة أبناءهم. هذا الموضوع أضحى يحتل مساحة كبيرة من قلق لجميع البشر ويضعهم تحت ضغط شديد من التفكير في الاثر الدي سيولد بعد مرض كورونا الذي اجتاح العالم بأسره مما جعل الفرد ينام ويصحى على كم هائل من التسأولات والحمد لله بالرجوع للقرآن والتمسك بالاستغفار والتواصل الاجتماعي بين الاسر ساعد الفرد على تخطي بعض اثار هذه المرحله

اما تأثير الأزمة على المجتمع
إن استفحال الوباء وزيادة الضغط الإعلامي والصحي على مجموع الأفراد في المجتمع يمكن أن يتسبب في خلق أزمة اجتماعية بسبب عدم تكافؤ الفرص والمساواة بين أفراد المجتمع. فقبل الأزمة ساهم الانفتاح على التعليم في اتساع الطبقة المتوسطة من ذوي الدخل المحدود والتي نشأت نتيجة طبيعية لتكافؤ فرص التعليم، ذلك أتاح لقطاع واسع من أبناء المجتمع أن وفرت فرص عمل جيدة في المجالات المهنية، فكان منهم المعلمين والمهندسين والأطباء، وحصل الكثير منهم على فرص أتاحت لهم تحقيق معدلات عالية من الدخل، والعيش في منازل مناسبة، واستخدام الاتصالات الحديثة والإنترنت والذي مكنهم من العمل عن بُعد، مما أتاح لهم حتى خلال الأزمة الحصول على دخل مناسب يستطيعون عن طريقه كسب عيش كريم والحصول على احتياجاتهم. إلا أنه في المقابل فإنه وبسبب الأزمة عانى الكثيرين من فقدان الوظائف وزيادة الأعباء العائلية،

وايضا تأثير الأزمة على التعليم
لعل أكثر الجوانب التي تغيرت نتيجة لهذه الجائحة هو تغير أسلوب التعليم في معظم أنحاء العالم ، فمع انتشار الوباء اتخذت دول كثيرة إجراءات سريعة وحاسمة للتخفيف من تطور الجائحة، وكان منها توقف الحضور الى المدارس والجامعات. وفي 13 مارس، قررت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن أكثر من 421 مليون طفل قد تأثروا بسبب الإغلاق في 39 دولة. وقد نُقِل ملايين الطلاب إلى حالات “التعليم المنزلي” التي يظن البعض أنها مؤقتة. وعلى الرغم من أنه من المؤكد أن هذه التغييرات قد سببت درجة كبيرة من الإزعاج والقلق لدى الطلاب وأولياء الأمور في بداية الأمر، إلا أنها دفعت إلى أشكال جديدة من الابتكار التعليمي. وعلى الرغم من أنه من السابق لأوانه الحكم على كيفية تأثير أزمة انتشار وباء كورونا المستجد على أنظمة التعليم، إلا أن هناك إشارات إلى أن الأزمة سيكون لها تأثير دائم على مسار التعليم ورقمنته. إننا نعتقد أنه سيكون من المُستبعد العودة الي أسلوب التعليم المُعتاد قبل الجائحة، حيث نجد العديد من العائلات الآن تفضل التعليم المنزلي الكامل أو الجزئي أو الواجبات المنزلية عبر الإنترنت.

هذه الأزمة أكدت أنه علينا بناء مرونة وافية في سلوكنا وأنظمتنا في ميادين العمل والتعليم وغيره من المصالح الخاصة والعامة، حيث أظهر الانتشار السريع للفيروس أهمية بناء القدرات المحلية والصمود في مواجهة التهديدات المختلفة من: الأمراض الوبائية إلى العنف المتطرف وانعدام الأمن المناخي. تمثل الجائحة أيضًا فرصة لتذكير أنفسنا بالمهارات التي يحتاجها الجيل القادم من أبناء المجتمع للتعامل بشكل أفضل مع ما لا يمكن التنبؤ بها، ومنها الوصول للقرار المستنير والحلول الإبداعية الناجحة، وربما قبل كل شيء القدرة على التكيف معها. صحيح أن جائحة فيروس كرونا تسببت بآلام ومعاناة هائلة، لكنها أجبرتنا على إعادة النظر في طريقة تفكيرنا وعلاقتنا بعقيدة مجتمعنا وهويتنا. ولعله على المدى الطويل، ستقودنا الى إعادة اكتشاف النسخة الأفضل من أنفسنا والنسخه الحقيقيه لكل فرد.

* أخصائية تعديل سلوك أسري وأطفال ومراهقين

Print Friendly, PDF & Email
تعليق 1
  1. ام هادي يقول

    ماشاء الله تبارك الرحمن بارك الله فيك وفي اناملك مقالك اكثر من رائع وجسد حالة كل شخص في الوقت الحاضر احساسك في المقال رائع الله يوفقك ويسعدك حبيبة قلبي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.