نبحر معاً... في سماء الكلمة والخبر..

الفيزياء النفسية

بقلم/ أ. سها حريري

من القوانين الفيزيائية لنيوتن قانون العزم وهو القوة التي تدفع الأشياء للدوران أو لتغيير الإتجاه، والكلمة نفسها في كتابنا الحكيم إذ قال الله تعالى مخاطباً نبيه محمد صلى الله عليه وسلم:( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل) ونحن نولد ذلك العزم حين نحتاج فك غطاء محكم القفل وما إلى ذلك، وبالمثل أزمات الحياة تحتاج منا العزم المتمثل في الصبر الناتج عن قوة الإيمان، وقوة الثقة بالنفس، وقبلها اليقين بالله، وتغيير مافي النفس من أفكار سلبية، أو معتقدات خاطئة، والتقدم بشكل مستمر، وعدم الوقوف عند مرحلة معينة، أو أزمة، أو مشكلة ما، بهذا العزم الفيزيائي النفسي سنكون أكثر إيجابية واستعدادا للفرص والخير من الله بدون استعجال يعود على النفس بالملل أو الكآبه، أو فقد الثقة بالنفس.

ووفقا لقانون الجذب، أنك ستجذب ماتتوقع وماتريد عاجلا أم آجلا، وهذا مصداقا للحديث القدسي:( أنا عند ظن عبدي بي) فكل قوانين الطبيعة تعمل وفق منظومة متكاملة مع أسس الدين وقواعده، فكن مستعدا للفرصة حين تأتي لتفوز بها وذلك بدوام التعلم والتقدم وتغيير ما بالنفس.

ومن قوانين الطبيعة الفيزيائية، قانون لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار ومعاكسه له في الإتجاه، وهذا ما أثبته نيوتن، وهو قانون رباني مذكور في كتابنا الكريم منذ أكثر من (1400) سنة تقريبا، قال تعالى: ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) وهذا برأيي قانون تربية نفسية ربانية يعلمنا أن من يلقي بالكلمات أو الأفعال السيئة على شخص فعليه أن يتحمل ردة فعل ذلك الشخص تجاهه، انطلاقا من مبدأ :(وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به)، وإن تعامل بحب واحترام فحتما سيعود عليه، مصداقا لقوله:( ومن أحسن فلنفسه).

واختم برأي الفيلسوف الأندلسي والمفكر الإسلامي “ابن رشد” أن التوجه الإيجابي المتفائل إلى الحياة يكون بالثقة بطاقات الإنسان الجسدية والعقلية والنفسية، فجميع الموجودات وجميع أجزاء العالم موافقة للحياة البشرية، والسعادة لا تكون إلا في الإجتماع والحياة المدنية والعملية، أما في التوحد والعزلة والكآبه والتصوف لا تقوم الصناعات والعلوم التي يعتبر طلبها شرطا للسعادة.       

* أخصائية الصحة النفسية الاكلينيكية وتعديل السلوك

Print Friendly, PDF & Email
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.