نبحر معاً... في سماء الكلمة والخبر..

اسطورة الخصوصية (1)

بقلم/ أ. المعتز محمد سعيد السيد

في الأسابيع الماضية ثارت موجة غضب عالمية على شركة من شركات التواصل الاجتماعي , لأنهم صرحوا ( أخيرا ) بجمعهم لبعض معلوماتنا مثل نوع الهاتف المحمول أو اللوحي وبلد ومدينة السكن وعاداتنا الشرائية , ومشاركتها مع بعض الشركات التجارية لأغراض تسويقية .
قلت صرحوا ( أخيرا ) لأن الكثير من الأشخاص ممن لديهم القليل من المعرفة بأساليب عمل غالبية الشركات التي تقدم خدمات ( مجانية ) هي في حقيقتها ليست مجانية تماما بل هي تقدم خدماتها لنا بمقابل ! والمقابل هذا ليس رخيصا بل هو مقابل كبير , وهو معلوماتنا .
في هذا الزمن أصبحت كلمة “خصوصية” هي من الأساطير البائدة شئنا أم أبينا , فثروة هذا العصر تسمى ( المعلومات الضخمة ) والتي نشارك كلنا في تنميتها بطرق مباشرة وغير مباشرة .

تسيطر على هذه المعلومات الضخمة حول العالم عدد عشرة كومبيوترات عملاقة يتواجد ستة منها في الولايات المتحدة الأميركية والهدف منها هو جمع كل ما يخطر وما لا يخطر في بالك , ابتداء من علوم الفضاء الى مقاس آخر قميص تم شراءه من متجرك الإلكتروني المعتاد ! مرورا بعلوم الجينات والمحاكاة الفيزيائية المعقدة وأعمال التمويل , ولكن لا تحزن فأنت لا تتعرض للسرقة هنا انما هو (ثمن) لتسهيل حياتك فالشخص منا يخرج من بيته متجها من نقطة الى نقطة بواسطة تطبيق الخرائط بعد أن يكون حدد أفضل مطعم للعشاء بناء على مشاركات معلومات أشخاص آخرين والتي بدورها تصل الى المطعم ليتمكن من تحسين جودة منتجاته وهكذا ,, خيارك الآخر هو دفع ثمن كل خدمة من الخدمات المجانية بواسطة بطاقتك ائتمانية , ولك أن تخمن أسعارا تقريبية للخدمات اليومية , ستصدمك النتيجة لا شك .
على الأقل .. نحسب للشركة التي اعترفت بالمعلومة أنها صارحتنا , ولكن هناك الالاف من التطبيقات يقومون بجمع نفس المعلومات بل أكثر , وللآن لم يصارحونا !
مختصر مفيد : هناك لكل خدمة في الغالب ثمن , يتم سداده بطريقة أو بأخرى .

* مدرب لمهارات التواصل والعلاقات والجرائم المعلوماتية

عضو الجمعية السعودية لمكافحة الاحتيال

Print Friendly, PDF & Email
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.