نبحر معاً... في سماء الكلمة والخبر..

جهود المملكة في محاربة المخدرات

عصف الإخبارية-أحمد بن عبدالقادر

تبذل المملكة العربية السعودية من خلال الأجهزة المعنية جهوداً حثيثة من أجل مكافحة المخدرات بالمملكة، حيث يعد تعاطي المخدرات والإدمان واحداً من المخاطر الكبيرة التي تهدد الأفراد والمجتمعات، ووفقا لأحدث تقرير سنوي صادر عن الأمم المتحدة يعاني أكثر من 35 مليون شخص حول العالم من الإدمان على تعاطي المخدرات، ويمثل الشباب والمراهقون النسبة الأكبر منهم حول العالم.

وتتنوع طرق تعاطي المخدرات سواء عن طريق التناول بالفم أو التدخين أو الاستنشاق أو الحقن، وتشمل المواد المخدرة التي يتم حقنها الهيروين والكوكايين والميثامفيتامين ومسكنات الألم الأفيونية والمنشطات التي تُصرف بوصفة طبية ووفقا لوزارة الصحة السعودية فإن المخدرات الأكثر انتشاراً في المملكة هي مادة الحشيش ثم حبوب الكبتاجون ثم مادة الهيروين.

 مخاطر تعاطي المواد المخدرة 

إن تناول المخدرات بأي شكل كان له تأثير سلبي على الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية وقد يؤدي للوفاة، إن حقن المخدرات سواء كان في العضل أو الوريد أو تحت الجلد له آثار ضارة وتضر بأعضاء الجسم بما في ذلك الكلى والكبد والدماغ والرئتين، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن متعاطو المخدرات عن طريق الحقن هم الأكثر عرضة للموت بسبب الجرعات الزائدة وأكثر عرضة للإصابة بمرض نقص المناعة الذاتية “الإيدز”، اما تعاطي الكحول يحتل المركز الثالث من عوامل الخطر الرئيسية حيث تشير التقديرات إلى أن الكحول يتسبب في وفاة 2.25 مليون شخص في مختلف انحاء العالم ويقف وراء 4.5% من عبء المرض العالمي ، وبالنسبة للمواد الأفيونية هي أكثر المواد المخدرة خطورة حيث تسببت بوفاة 715 ممن يتعاطونها خلال العقد الماضي مسجلة نسبة 92% بين النساء و63% بين الرجال.

 

جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة المخدرات

إن مكافحة المملكة العربية  السعودية للمخدرات ليست حديثة ولكنها جهود ضاربة في التاريخ، حيث صدر نظام منع الاتجار بالمخدرات في عهد الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وصار على نهجه من بعده أبنائه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله والأمير نايف ـ رحمهم الله ـ ، وصولاً لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ  حفظه الله ـ  ثم توالت هذه الجهود حتى عام 1435 هــ  حيث تم إنشاء المرصد السعودي لمكافحة المخدرات لتكون قاعد معلوماتية هامة لرصد مجالات المكافحة المختلفة سواء كانت أمنية أو جهود قانونية أو جهود وقائية وعلاجية وتأهيلية . وليسير على نهج المرصد الأوروبي وهو الأول من نوعه على المستوى العربي، فيما يلي نستعرض جانبا من جهود المملكة:

١_التنسيق بين الأجهزة المعنية

تبذل الجهود على قدم وساق لمكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية، لذا فإن وزارة الداخلية ممثلةً في المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالمملكة تنسق جهودها مع الهيئات المعنية الأخرى بما في ذلك الجمارك سواء على المنافذ البحرية أو البرية واجهزة حرس الحدود وإدارات الجوازات والدوريات الأمنية والشرطة والمرور والطيران ووزارة الدفاع بالإضافة إلى الحرس الوطني وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارة الشئون الإسلامية وكافة قطاعات الدولة، وأنشأت وزارة الداخلية في المملكة شبكة ربط إليكترونية داخلية بين الجهات المختصة.

٢-التدريب

العالم في تطو مستمر ويتم استغلال هذه التقدم التقني والتكنولوجي من قبل تجار المخدرات وكبار المهربين سواء على المستوى المحلي أو الدولي، لذا تكثف المملكة العربية السعودية جهودها لتدريب كوادرها الأمنية على أحدث التقنيات والوسائل اللازمة لمكافحة المخدرات وإحباط العمليات التهريبية والكشف عن الاستخدام غير المشروع للمخدرات على مستوى الصناعات الدوائية.

٣_ التوعية والإرشاد

ترى المملكة العربية السعودية أن المكافحة الأمنية وحدها لا تكفي فلا بد من التوعية وبذل الجهود للوقاية لذا دشنت وزارة الداخلية بالمملكة المشروع الوطني للوقاية من المخدرات المعروف اختصارا باسم “نبراس” وهو يتكون من ثمانية برامج رئيسية وهي: برنامج الإعلام والإعلام الحديث، والأسرة والطفل، والبيئة التعليمية، ونجوم نبراس الرياضي والشبكة العالمية جناد GINAD بالإضافة إلى المرصد السعودي لمكافحة المخدرات وبرنامج المركز الوطني لاستشارات الإدمان 1955.  ويهدف المشروع بشكل أساسي إلى تفعيل الدور الوقائي لمكافحة المخدرات من خلال الأسرة والمجتمع وزيادة الوعي المجتمعي بخطورة المخدرات وأضرارها لذ وضع المشروع نصب عينه تدريب أكثر من 3000 مختص في مجال الوقاية الأسرية مع فتح المجال لمشاركة المجتمع المدني والجهود التطوعية وذلك وفقاً لوكالة الأنباء السعودية والتي استعرضت تصريحات هامة لرئيس مجلس إدارة المشروع الوطني للمخدرات تناول فيها أهداف وانجازات المشروع التي تمثلت في توحيد الجهود الحكومية لمكافحة المخدرات بالإضافة إلى تدشين أكاديمية نبراس للتدريب الاليكتروني عن بعد بالإضافة إلى إنشاء وحدة إعلامية للتوعية بخطورة المخدرات على الفرد والمجتمع.

كما اهتمت المملكة بالتوعية في الجامعات حيث اعتمدت دبلوم وقائي بمختلف الجامعات السعودية علاوة على اعتماد الكتاب الجامعي والماجستير في السموم والأدلة الجنائية.

٤-الجهود الأمنية

هناك جهود امنية حثيثة بالمملكة، تتمثل الجهود الأمنية لمكافحة المخدرات بالمملكة في إحباط محاولات تهريب المخدرات والحفاظ على المجتمع من خلال رقابة التجارة المشروعة للمواد المخدرة التي يتم استخدامها في صناعة الأدوية وذلك من خلال تكثيف الجهود مع وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء بالمملكة، علاوة على إجراء البحوث العلمية والدراسات اللازمة بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وتكثيف جهود مكافحة المخدرات على المستوى الإقليمي والدولي .

فوفقاً لتصريحات المتحدث الرسمي باسم المديرية العامة لمكافحة المخدرات النقيب محمد بن خالد النجيدي فقد أسفرت إحدى العمليات الأمنية عن إحباط محاولتي تسليم وترويج ما يقرب من(4.400.402) قرص أمفيتامين،  و5 كيلو من مادة الهيروين المخدرة، وأكثر من 10 كيلو جرام من مادة الميث أمفيتامين ، وذلك في عمليات أمنية متفرقة بمنطقة الرياض والمنطقة الشرقية، وكان آخر هذه العمليات التي تم الإعلان عنها قيام حرس الحدود بإحباط محاولات تهريب لـ (974) كيلو جرام من مادة الحشيش المخدر، و (37.537) طنًا من مادة القات المخدر في منطقة جازان، و(265) كيلوجرام من مادة القات المخدر في منطقة عسير، و(88) كيلوجرام من مادة الحشيش المخدر في منطقة نجران، و(12912) قرص أمفيتامين في منطقة تبوك. 

 المخدرات الرقمية

كما يتطور العالم نحو الرقمية تتطور المخدرات كذلك وهي عبارة عن جرعة رقمية كانت تستخدم للعلاج النفسي وانحرف مسارها في عام 2006 حيث استخدمت بأشكال غير مشروعة من قبل بعض الشركات التي قامت بتصنيعه في عبوات إليكترونية على شكل موجات لا صوتية ويتم بيعها عبر الإنترنت.

وختاماً يجب أن تتكاتف جميع الجهود بالمملكة سواء الحكومية أو المجتمعية لحماية بلدنا الحبيب من خطر المخدرات الذي يدمر الأمم والشعوب ويتسبب في كوارث صحية ومجتمعية واقتصادية ويقلل من انتاجية الفرد والمجتمع ويزيد من عدد الجرائم بالمجتمع.

Print Friendly, PDF & Email
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.