عصف الإخبارية- إبتسام الدوسري
هناك ما هو أكثر بكثير في السعودية من الصحاري الشاسعة وبقع الأراضى الخصبه في هذه الصحاري حيث يوجد أكثر من 2.5 مليون شجرة نخيل تطل على مساحات واسعة من الأراضي الداخلية من ساحل الخليج العربي السعودي، تعد الأحساء مثالًا نموذجيًا للواحة الصحراوية الخصبة. كما أضافت المنطقة المعترف بها من قبل منظمة اليونسكو للتراث العالمي حيث أعلنت موسوعة غينيس للأرقام القياسية أن الأحساء أكبر واحة قائمة بذاتها في العالم. ما يعنيه ذلك للمسافرين هو أن هناك الكثير من المواقع الخلابه فيها من الينابيع الحارة والباردة إلى المساجد التاريخية إلى الآفاق البانورامية الساحرة، ستجد الكثير لاستكشافه في هذه الواحة التي تعود إلى 6000 سنة وأبرز معلم تفكر بزيارته هو جبل القارة .
سُمِّي جبل القارة نسبةً إلى بلدة القارة التي ينتمي إليها الجبل. وقد سمي أيضاً بالشبعان لكونه في وسط النخيل،يُرجح أن أول من سكن بلدة القارة التي يقع فيها الجبل هي قبيلة جاهلية حذقت في الرماية وسُميت “القارة”، لشدة براعة أهلها في رمي السهام. لكن تضاريس الموقع ترجِّح صحة التعريف بأنَّ معنى الاسم هو “جبل صغيرٌ منفردٌ أَسودُ مستديرٌ ملمومٌ طويلٌ في السماءِ”.
يقع جبل القارة وسط واحة الأحساء بين أربع قرى هي القارة والتويثير والدالوة والتهيميه ، يبعد الجبل مسافة 15 كيلومتراً شرق مدينة الهفوف.
حتى عام 2016م، كان الجبل من ضمن مسؤوليات أمانة الأحساء رغم المحاولات المتكرِّرة من دون جدوى لتسجيله على قائمة اليونسكو لمواقع التراث الطبيعي العالمي. بعدئذ، استثمرت “شركة الأحساء للسياحة والترفيه” (أحسانا) في الجبل لتطويره كمرفق سياحي حديث. بلغت تكلفة المشاريع السياحية التي نفَّذتها الشركة نحو 100 مليون ريال. أطلق على المشروع اسم “أرض الحضارات”. وتضمَّن تهيئة المغارة الرئيسة وإنارتها وتسوية أرضيتها. كما يضم متحفاً عن تاريخ هجر (الاسم القديم للأحساء)، ومسارح متدرجة ومقاهي حديثة ومحلات تجارية. وأسهم ذلك في إقامة فعاليات أسبوعية بين الأمسيات الثقافية والموسيقى والفنون التشكيلية والعروض البصرية
واصبح الجبل من أبرز المعالم السياحية الطبيعية في الأحساء وقد سُجل في عام 2018م بعد ضم واحة الأحساء إلى لائحة التراث العالمي . ويحتوي على كهوفٍ أو ما يسمى بالمغارات حيث تتميز بعض مغاراته مثل مغارة النشاب بأن لها درجة حرارة معتدلة شبه ثابتة طوال العام.
يبلغ ارتفاع جبل القارة حوالي 75 مترًا (أو حوالي 250 قدمًا) والمشهد لا يفوّت من قمة الواحة التي تبلغ مساحتها 30 ألف فدان و قمم الحجر الجيري الضبابية و شبكة الكهوف التي تشق ممرات متعرجة تحيط بها الجدران الصخرية المرتفعة.
أجمل ماقيل في جبل القارة للشاعر محمد الملحم :
فلو كنت يوما بظل الجبل .. وحولك بحر النخيل اتصل
لكنت ترى منظرا معجبا .. يسر النفوس ويسبي المقل
فيا حسنه الحسن ذاك العجيب
ويا سره السر ذاك الغريب .. توالى الزمان ولما يزل
مقالة رائعة جدا