المخدرات أو ما يعرف اليوم بالأدوية الغير المشروعة، ومما لا شك فيه أنّ المخدرات من أخطر الآفات التي تواجه الأشخاص والأسر والمجتمع، حيث تؤدي إلى تدمير الأجيال وتدمير مستقبلها، متخذه من الجريمة والعنف منهج وسلوك لأصحابها، أن للمخدرات ثلاث أقسام رئيسية من ناحية التصنيع وهي، المخدرات الطبيعية التي تكون من النباتات التي تحتوي على المادة المخدرة ويمكن أن يحصل عليها الإنسان من الطبيعة، المخدرات النصف تصنيعية يتم استخلاصها من الأعشاب الطبيعة، ثم يتم معالجتها كيميائياً، المخدرات المصنعة ويتم إنتاجها من خلال تركيبات كيميائية وهي من أخطر الأنواع ، وكذلك تنقسم المخدرات من ناحية التأثير إلى، مسببات النشوة مثل المورفين والهروين، المهلوسات مثل القنب والحشيش، المخدرات الطبية مثل كالنوفوكائين، المهدئات مثل الأفيون، وجميعها خطرة وما أن يدمن الأنسان على نوع منها حتى يبدأ في التنقل بينها باحث عن المتعة والنشوة الكاذبة، أن لتعاطي المخدرات أسباب من أهمها غياب الاستقرار النفسي حيث تؤدي الضغوط النفسية والرغبة بالهروب من الواقع وصعوبة تخطي مشاكل الحياة إلى البحث عن شيء يساعد على نسيان وتجاهل الأمور المحيطة والعيش في عالم الخيال ويعتبر سن المراهقة من أخطر مراحل العمر بسبب كثرة الاضطرابات النفسية والجسدية التي يمر بها المراهق، التفكك الأسرى فعدم الشعور بالأمان بسبب المشاكل العائلية وخصوصاً بين الوالدين مما يجعل الشعور بالوحدة والتوتر والقلق عالم افتراضي للمراهق، القدوة يساهم غياب القدوة في حياة المراهق من أهم مفاصل الحياة وخصوصاً في عالمنا اليوم بسبب وسائل التواصل وعالم الأنترنت فالقدوة السيئة أو السلبية في حياة المراهق أمر يشكل خطورة كبيرة لا ندرك أهميتها إلا بعد ضياع الوقت، وهناك مسببات كثيرة قد تؤثر وتدفع بالمراهق إلى عالم الضياع المخدرات ومنها رفقاء السوء والضعف الوازع الديني و البيئة المحيطة و الفراغ، أن المخدرات من المواد المحرمة في جميع الأديان وذلك بما تسببه من أضرار على النفس وتجعله يفقد القدرة العقلية والجسدية وتغيب العقل وأيضاً محرمة لدى فقهاء القانون وتعتبر من الجرائم الموجبة للعقوبة وفي المملكة العربية السعودية تصنف أنها من الجرائم الكبرى الموجبة للتوقيف بموجب نظام مكافحة المخدرات الذي صدر بموجب المرسوم الملكي رقم م/39 في 8/7/1426هـ وقرار مجلس الوزراء رقم 152 في 12/6/1426هـ، إيماناً من حكومة المملكة العربية السعودية أن مدمن المخدرات أنسان مريض يحتاج إلى العلاج نشأة المراكز المتخصصة من أجل تقديم العلاج والرعاية الصحية في أجواء تتمتع بالسرية التامة حفاظ على الأشخاص والمجتمع حيث أن علاج المدمن ليس بالسهل ولكن أيضاً ليس بالمستحيل حيث أنه يمر بالعديد من المراحل الطبية والنفسية والاجتماعية وأهم تلك المراحل مرحلة، نزع السموم من الجسم، التأهيل النفسي والاجتماعي، مرحلة منع الانتكاس، أن الوقاية خير من العلاج ودائماً تبدأ من الأسرة، حيث يجب على الوالدين توعية أبنائهم خصوصاً خلال فترة المراهقة لوجود الشغف والفضول لديهم تجاه كل مجهول، ومراقبة سلوكياتهم وكذلك سلوكيات أصدقائهم ومنحهم الثقة وتوفير حياة أسرية مستقرة وهادئة.
* باحث قانوني ومدرب قانوني معتمد
عضوية الهيئة السعودية للمحامين الانتساب الأكاديمي
عضو بلجنة التحكيم وفض المنازعات بالغرفة التجارية الصناعية بينبع
عضوية جمعية الأنظمة السعودية جامعة الملك سعود
عضوية جمعية مكافحة الاحتيال السعودية
مقال رائع يبين ويشرح آفة المخدرات بطريقة واضحة بارك الله فيك كاتبنا القدير أستاذنا القدير بندر مال.
ننتظر جديدكم دائما.
أخوك المحامي فواز