نبحر معاً... في سماء الكلمة والخبر..

توابع الإعلان الرسمى لإنتهاء مراسم الصيام؟!!

بقلم ✍️ الاستاذ الدكتور السيد سعد عبد العزيز استشارى جراحة المسالك البولية بمستشفى الجدعانى حى الصفا.

مع نهاية شهر رمضان تتجدد الرغبات وتتوالى دعوات التوابع والتتابع طلبا للمزيد من تجليات الشهر الكريم، ظنا من البعض انه بذلك يتنافس فى فعل الخير، ويبرز ذلك فى عدة سلوكيات توثر فى صحة الانسان، التى تعد نعمة من النعم الالهية التى يتوجب على المسلم الحفاظ عليها والشكر عليها دائما، وهو ما يبدوا واضحا وجليا فى الايات التى دعت الى الصيام (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون). ومن تلك المظاهر او السلوكيات الغير صحية التى تبرز فور الانتهاء من الصيام هى ظاهرة الاحتفال بالعيد بالاسر فى تناول الاطعمة، وما زال الكثيرين يروجون لها رغم ما فيها من سلوكيات غير صحية يجب الاحتراز منها وتوضيحها حتى يمكن الحد من اثرها وتاثيرها صحيا على حياة المسلم والمطالب بحفظها وعدم دفعها الى التهلكة.
احتفالات العيد الغير صحية:
يمثل الاحتفال بالعيد مظهرا من مظاهر الشكر والرضا والفرح باتمام فريضة تحمل من عوامل المشقة ما يسقطها عن المريض والمسافر، وهو ما يمنح الذين تمكنوا من الانتهاء منها واكمال عدتها مزيدا من الغبطة والسرور ومن ثم فعليهم الالتزام بمقتضيات الصيام والشروع فى الاستفادة وتفعيل حكمة الصيام  بلا مزايدة او اسراف وغلو لا طائل منه ما دام الخبير العليم بمن خلق لم يدعونا اليه. فعلى غير المتوقع يصبح الإسراف والغلو فى تناول الطعام والشراب هو أحد الوان الفرحة والسعادة والتى قد تصيب الأعضاء الجسدية المنهكة صحيا بعد نظام غذائي وصحى صارم وضعها فى نظام يخالف ما كانت عليه (الانقطاع الكامل للماء والغذاء لمدة تتجاوز نصف اليوم)، وهو ما يعنى العودة الى الإمداد الغذائي والمائى المفتوح، ومن ثم العمل المتواصل والدؤب لتلك الاعضاء دون مراعاة للتكيفات التى احدثتها تلك الأعضاء أثناء فترة الصيام استجابة لنظام رمضان الصارم.

لذا فان العودة السريعة الغير متزنة للنظام الغذائى الاول قد يتسبب فى حدوث الكثير من الاضطرابات الوظيفية أحيانآ. ورغم شيوع بعض السلوكيات الغير صحية التى يتبعها الصائمين (الاسرف فى تناول الفطور والسحور) والتى تشبه ذلك (الا انها تظل فى إطار محدود (فترة الإفطار فقط) خلافا لما يحدث بعد مد فترة الإفطار لتشمل اليوم بكامله، لذا يجب على المسلم فور انتهاء شهر الصيام العودة إلى نظامه العذائى الاول تدريجيا دون غلو او إسراف بشكل منتظم ومتوازن.

Print Friendly, PDF & Email
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.